اسم الكتاب : ثلاثية غرناطة
اسم الكاتب : رضوى عاشور
✯✯✯✯✯
لا أستطيع كتابة رأيي في هذه الثلاثية مهما مرت شهور على قراءتي لها!
سحرتني رضوى عاشور بخيالها الواقعي لأبعد حد وعشت مع شخصيات الثلاثية تأثرت بها وتعاطفت مع بعضها والبعض الآخر لم أتعاطف واستطعت رغم الدفقة العاطفية القوية التي تقذفها كلمات رضوى إلى نفسك أن أحكم بعقلي على بعض الأحداث والأشخاص
فمثلًا تعاطفت جدًا مع سليمة -لدرجة أنني فكرت أن أسمي ابنتي سليمة-ولم أتعاطف كثيرًا في الجزء الثالث مع أهل الجعفرية التي عاش فيها البطل -علي- وشعرت بغرابتهم وشذوذهم عن المنطق وهم في عصرهم أشبه حالًا بالصعيد والقرى حاليًا
لا أدري هل الإسقاط الموجود في الرواية على وضعنا الحالي مقصود أم لا؟!
فمازال العرب والمسلمون يتعرضون للنكبات والهجرة وسواء برضاهم أو دونـًا عن إرادتهم يتخلون عن جزء من تكوينهم العربي شيئـًا فشيئًا حتى يستطيعوا العيش في المجتمعات الجديدة
فمثلًا:تجد المهاجرين السوريين الآن يتعلمون لغات أخرى غير العربية من أجل الحصول على إقامة في بلد أجنبي أو الحصول على فرصة -مجرد فرصة- للدراسة والعمل وهكذا وهكذا..
يفقد المرء العربي هويته جزءًا فجزء...سواء أكان هذا بترهيب من المحتل أو مسايرة للحياة الجديدة
والعالم العربي يقف متفرجًا متبلدًا ملهيـًا في أموره الداخلية والجانبية!
شعرت بالغضب لاستمرارنا في هذا التواني منذ الأزل والرواية بعاطفتها ورونقها حافظت على هذا الغضب وزادته تأججًا! وختمت الرواية بحب الوطن مهما كان قاسيـًا مؤلمًا على الإنسان وذكرياته التي لا تغيب عن الوجدان الحي ورغم اقتناعي بأن سليمة كانت بطلة أحداث أفضل من مريمة كثيرًا التي كانت في رأيي صورة كربون من سيدات ذلك العصر لولا بعض الفطنة والذكاء وخفة الدم إلا أنني لم أملك سوى التمتمة بآخر جملة ذكرت في الكتاب : لا وحشة في قبر مريمة!
أبدعت رضوى حتى جعلتني عاجزة عن التعبير!
أحبها وأحب هذه الثلاثية وأنصحكم بقرائتها :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق