بدايةً

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بجميع الزوار :)
قررت أن أفتح فرعـًا آخر من مدونتي الرئيسة قلم سارة مـُخصص فقط لمراجعاتي عن الكتب التي أقرأ؛حتى لا تضيع وسط الزحام وأستطيع العودة إليها في أي وقت.
كما سيـُساعد هذا الفرع مـَن يرغب في قراءة كتاب ما ولكنه متردد ويريد معرفة آراء آخرين بهذا الشأن.
أيضـًا أنني تعلمت من درس صديقتي العزيزة دينا نبيل حينما فقدت جميع مراجعاتها على موقع goodreads عندما حذفوا حسابها من عليه،فقررت الاحتياط لذلك بحفظ جميع ما كتبت من مراجعات بمرور الأيام.
أتمنى أن تتحملوا ثرثرتي الكثيرة عن الكتب هنا،
لأي استفسار أو تعليق..نوافذ المدونة مفتوحة لكم
دمتم بود،
تحياتي،،
سارة حسين

الخميس، 9 أكتوبر 2014

حديث عيسى بن هشام


6673692

اسم الكتاب : حديث عيسى بن هشام

اسم الكاتب : محمد المويلحي

 ✯✯✯☆☆






محاولة جيدة من محمد المويلحي لإعادة إحياء التراث العربي الذي اشتهرت فيه المقامات عن بطلها المعتاد عيسى بن هشام.

جذبني اسم الكتاب منذ كنت أدرسه كنموذج للأدب المعاصر في منهج أدب اللغة العربية في الصف الثالث الثانوي وحينما وجدته في معرض سور الأزبكية في كليتي اقتنيته بلا تردد.

ينتشر في الكتاب السجع والإطناب والجناس بكثرة ويبدو أقرب إلى معجم منه إلى عمل أدبي؛حيث الألفاظ الجزلة والصعبة والتي جعلتني أشعر بأنني لا أعرف اللغة العربية أصلاً.أشعرني بالتقصير في تحصيل لغتي الأم حقـًا!

كتاب طويل وممل في كثير من الأجزاء ولكن جيد كمحاولة لشرح حال مصر في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كما يبدو أقرب إلى برامج الـTalk show في حاضرنا المـُعاصر حيث الأفكار المختلفة وكلما اقتربت من نهايته يستعرض الكاتب شخصيات من بيئات مختلفة ذات آراء متباينة تعبر عنها بقوة وعنف.


أكثر ما أعجبني في الكتاب رأيه في الغناء صـ209:219 تفاجئت من فصاحة الرد ومنطقيته رغم قـِدم النص،أظنه قدّم تفسيرًا أكثر منطقيـة من تفسير شيخ كبير مثل الشعراوي مثلاً.

" الرجال عندنا بالمناصب لا المناصب بالرجال" صـ199
 

حضرة المحترم


5948907
اسم الكتاب : حضرة المحترم

اسم الكاتب : نجيب محفوظ

  ✯✯✯✯☆



رواية صغيرة لشخص ممل..موظف حكومي في بدايات القرن العشرين على ما أعتقد،يؤمن بأن الحياة يمكن تلخيصها في كلمتين..استقبال ثم توديع. فهو قادم من بيئة فقيرة للغاية وأكمل تعليمه بمعجزة وأصبح موظفـًا في ديوان الحكومة،فتمضي أيامه رتيبه وهو يحاول الوصول إلى أعلى منصب يمكنه الوصول إليه في هذا النظام.فهو لا يتابع السياسة ولا يهتم بالحراك الوطني في تلك الفترة التي يؤرخ لها عم نجيب في هذه الرواية بل يهتم فقط بالدرجة الوظيفية التي يشغلها والتي يتطلع إلى إشغال التالية لها ويؤمن إيمانـًا تـامـًا بالله رغم أخطاؤه الشنيعة.

رواية صغيرة عن تلك الفترة من تاريخ مصر الحديث.
جيدة وتستحق القراءة ولكن لا أنصح بها لمبتديء في القراءة أو شخص يملّ بسرعة فهي تحتاج إلى سعة صدر وإصرار من القاريء لإتمامها .

صـ20 (الخريف بسمة متأصلة متأملة)

صـ33 (مقدس الإنسان في عذاباته)

صـ40 (إن الله خلق النجوم الجميلة ليحفزنا إلى النظر إلى أعلى)

صـ131 (في لحظة من لحظات الحياة يستوي من أخذها مأخذ الجد ومن لها بها لهو العبث والهزل).
 


الجمعة، 3 أكتوبر 2014

أسوار


23212317
اسم الكتاب : أسوار

اسم الكاتب : محمد البساطي

 ✯✯✯☆☆


 

أسوار

التجربة الأولى مع محمد البساطي والتجربة الثانية مع أدب السجون هذا العام بعد مسرحية "سجن النساء" لفتحية العسال .

أعجبني أسلوبه الهاديء الرخيم الذي صور به الحياة الرتيبة لحارس السجن وكيف بين لنا في عدد قليل من الصفحات الكثير من المآسي والمشكلات في السجون من المشاجرات اليومية بين المساجين،لمشاكل دخول الأشياء للمساجين والشذوذ المنتشر بينهم وتكتلاتهم الخاصة داخل السجن وكذلك حياة الحارس التي بدأت رتيبة مملة وحاول إضافة بعض الإثارة إليها حينما طلب الانتقال إلى المعتقل ولكن ذلك لم يفيده وصور الكاتب لنا الفساد وكيفية إذلال المعارضين من الصحافيين وتهديدهم عن طريق استئجار المساجين لاختطافهم وضربهم وكيف يصل حارس السجن لمرحلة الجنون بعد انتهاء فترة خدمته.

كل هذه الرتابة وكل هذا الملل يصيغه محمد البساطي في إطار هاديء وجاذب للقاريء وقد وُفق في اختيار عنوان الرواية من كلمة واحدة "أسوار" ..وإني أتساءل هل كانت أسوار السجن هي الوحيدة المذنبة في هذه القصة أم أن أسوار العالم الخارجي كانت أكثر شدة وقسوة على الأبطال؟!
 

 

الخميس، 2 أكتوبر 2014

1984



15755549 
اسم الكتاب : 1984

اسم الكاتب : جورج أورويل

 ✯✯✯✯✯



1984


"انتبه فالأخ الكبير يراقبك"..

النظام الأبوي/الأخوي يـُسيطر..تحكم في أفعالك،مشاعرك،تفكيرك،أحلامك وحتى هذيانك أثناء النوم،فالأخ الكبير يراقبك وسيرصد أي حركة مـُخالفة لكتالوج المواطن القويم.

أنت!
أتجرؤ على التفكير في قرارات الأخ الكبير؟ أتـُنكر حكمته في إدارة البلاد والحرب؟  أتـُشكك في نصيبك من الشوكولا؟ لا تقل إنه قلّ من 30 جرامـًا لـ20 جرامـًا بل اشكر الأخ الكبير لأنه حافظ على كمية الـ20 جرامـًا لك أيها الناكر للجميل.
أتظن أوقيانيا كانت في حرب مع أوراسيا؟! أنت واهم! بل كانت الحرب مع وستظل مع إيستاسيا بينما نحن في سلام منذ أمد طويل مع أوراسيا ولا بأس من تعديل خطاب أسبوع الكراهية في منتصفه ولا تندهش من سرعة تحول البشر فهم يدركون الحقيقة بفطنتهم..ماذا؟! تـُنكرُ وجود حرب؟!!! أنت واهم وتحتاج إلى العلاج! فوزارة الحقيقة لا تكذب أبدًا.

لا تـُحب،لا تـُمارس الجنس مع مـَن تـُحب،لا تتزوج ممن تـُحب..أنت تتزوج مـَن يـُقررها لك الحزب أنها الأفضل لك والهدف من الزواج هو إنجاب أولاد ولائهم للحزب،يكبرون وينضمون لسلك الجواسيس ويـُبلغون عنك كما فعلت الصغيرة الجاسوسة ابنة بارصون وأنقذت والدها الذي كان يهذي أثناء نومه أن يسقط الأخ الكبير!

اقضِ على غرائزك وشهواتك،لا تقرأ فالجهل هو القوة ولا تأمل أن تنتهي الحرب فهي السلام ولا تشتاق لعصر الرأسماليين قبل الثورة فالحرية التي امتلكتها بسبب الثورة وبسبب الأخ الكبير هي العبودية لنظام الحزب لأنه الأفضل ولأن الولاء هو عدم الوعي (صـ64)،ألا تعلم أن لسلامة العقل مقاييس إحصائية؟! (صـ326،327)

ها قد انتصرت على نفسك  وصرت تـُحب الأخ الكبير،أخبرتك أن التفكير المزدوج طريقة ناجعة دومـًا!

هذه الرواية مخيفة قاتمة ورائعة،إنها جرس إنذار لكارثة تحل بجميع البشر في كل مكان،احذروا أي حاكم يقرأ هذه الرواية..فربما صار الأخ الكبير لك!

وإذا ظننتَ بأن هذه الرواية التي يقع تصنيفها في الخيال العلمي هي محض خيال فأنت لا تعلم ماذا وماذا يحدث في العالم من حولك،انظر سوف تشاهد التفكير المزدوج مـُطبق بشكل موسع ووسائل الإعلام المنافقة والحرب على الإرهاب وغسيل الأدمغة ..كل هذا وأكثر يدور في جميع أنحاء العالم وإذا لم تنتبه فانتظر بسكوت النصر !
فما تخيله جول فيرن في قصصه الخيالية تحقق!


ممتعة تستحق القراءة


يوميات نائب في الأرياف

6610147 
اسم الكتاب : يوميات نائب في الأرياف
اسم الكاتب : توفيق الحكيم
 ✯✯✯✯✯



"وكأن ثورة لم تقم وكأن نظامـًا لم يسقط" .. هكذا كان لسان حالي وأنا أقرأ هذه الرواية الممتعة جدًا. فالإهمال موجود في المستشفيات كما هو والشرطة تهتم بالانتخابات أكثر من الاهتمام بالقبض على المجرمين والفساد في كل مكان وتفتيش النيابة المـُفاجيء مـُحدد مـُسبقـًا وكذلك نتائج الانتخابات المـُعدّة سلفـًا وغيره وغيره من المآسي التي لم تتغير في مصرنا الحبيبة. جدل الشيخ مع مدرس الجغرافيا..الجدل السخيف النابع من عقلية دينية متحجرة.

لمستني ملحوظة رمز الجسد وكيف أن وكيل النيابة والطبيب فقدا احساسهما المخيف بالموت لكثرة اعتيادهما عليه وعلى تشريح الجثث.

كنت أتمنى أن يكتشفا القاتل وأن يـُغلق ملف الجريمة بمعرفة الفاعل ولكن هكذا هي الحياة ..رخيصة إذا كانت حياة شخص عادي ولا يـُبذل مجهود من أجل العثور على قاتله ومعاقبته،كما أن الحياة في الأرياف وأسلوب الفلاحين في التغطية على الجرائم ساعد في ألا تـُحلّ هذه المأساة.

توفيق الحكيم كالعادة مـُبهر ورائع..لغة اليوميات جميلة والألفاظ مـُسلية. وحقيقيةً،صعب عليّ وكيل النيابة..مسكين مع كل هذا الخبل المـُحيط به في كل مكان في الريف.

رواية بسيطة وصغيرة تـُمثل أحد عشر يومـًا من العمل المتواصل لنائب في الأرياف..

تستحق القراءة : )

لقيطة استانبول

15980754 
 
اسم الكتاب : لقيطة إستانبول
 
اسم الكاتب : إليف شافاق
  
 ✯✯✯✯✯




هذه رواية مليئة بالحزن والجمال.

في بداية قراءتك لهذه الرواية ستلاحظ كمية هائلة من التصرفات اللاعقلانية وغير المنطقية لذلك وجب عليهم كتابة عبارة " Madness in the air" على غلاف الرواية لتحذير القرّاء مما يمكن أن يجدوه داخل هذه الصفحات الكثيرة المليئة والمتشعبة بالحكايات.

فهناك بعض الكـُتاب الذين تكتشفهم من أول رواية لهم،تشعر بأنهم يكررون أنفسهم بعدها أو أنك قد اعتدت على أسلوبهم في الحكي فتقل جاذبيتهم لديك.
لكن إليف شافاق أثبتت لي أنني لم أكتشفها بعد وأن قواعد العشق الأربعون لم تكن أقصى جهودها في الكتابة،بل هي قادرة على أن تتخلل عالمـًا آخر وتكتب عنه بتعمق وتركيز ينقلك إلى موقع الحدث ويفصلك مرة أخرى عن العالم المحيط بك.
وأظن أن الأدب قد اكتسب شيئـًا جديدًا بوجود كتب إليف على أرفف المكتبة.

في هذه الرواية ننحو نحو نظرة مختلفة قليلاً عن اسطنبول التي نعرفها سياسيـًا،فنحن هنا نتوغل في المدينة اجتماعيـًا وأدبيـًا،وهو شيء لابد منه في ظل الأحداث المشتعلة على الساحة السياسية بين مصر وتركيا.
وبعيدًا عن السياسة،فنحن نرى المدينة من منظور مختلف..الازدحام المروري والتحرش والشوارع المرتفعة،روائح البحر والأشجار،تعدد الثقافات وتنوع الأجناس..تبدو اسطنبول كالأسكندرية قديمـًا في تنوع الجنسيات..فترى اليونانيين واليهود والأرمن والأتراك وغيرهم،كلهم تحتويهم هذه المدينة وتمتليء ذرات هوائها بحكاياتهم ومآسيهم الخاصة.

فمنذ اللحظة الأولى التي تبدأ فيها بالقراءة تشتبك مع زليخة في مغامرتها للوصول إلى الطبيب النسائي عبر شوارع اسطنبول المزدحمة ولا تنفك تستطيع أن تفض هذت الاشتباك،فمع كل شخصية جديدة تظهر في الرواية يزداد تشابكك وتمسكك بإكمال الرواية فرغم طولها الذي يشبه المسلسلات التركي في بعض الأحيان ولكن الفضول القاتل الذي يتولد لديك لمتابعة قصص النساء المجنونة وحبك للجو العام للرواية  يدفعك للاستمرار.
فتصرفات النساء ستظل محيرة وجاذبة للاهتمام،وإليف تستطيع جيدًا أن تخلق شخصيات متناقضة وحيوية في نفس الوقت.

"الجنون في كل مكان"..في قناق استانبول،في مقهى كونديرا،في منزل تشكمكجيان،في الشوارع المزدحمة..كل شخصيات الرواية تتصرف بجنون وكأنها تهرب من جنون العالم الخارجي إلى جنون عالمها الخاص..فآسيا لقيطة لا تعرف والدها ومحتارة بين أن تختار سعادة عدم وجود ماضِ والضياع الذي يولده شعور "ابنة الحاضر" وفقط،وزليخة لا تخبرها مـَن والدها وجميع مـَن في المنزل يتجنب هذا السؤال ورغم أن "بانو" عرفت الإجابة منذ فترة فإن عبء المعرفة أثقلها للنهاية،وشوشان التي أخفت جزءًا كبيرًا من ماضيها لتكتشف –أنت كقاريء- بأن العائلة التركية في قناق استانبول ترتبط بصلة وثيقة جدًا بالعائلة الأرمينية المتشددة في سان فرانسيسكو. كل شخصيات الرواية مجنونة وتهرب من جنون الأحداث التي لم تتمكن من تغييرها إلى جنونها الخاص المتفرد والذي أنشأ هذا العالم الرائع في الرواية.

لم أكن قد قرأت عن مذابح الأرمن في تركيا وتألمت كثيرًا لهذه الأحداث البشعة وسأحاول البحث عن معلومات أكثر عن هذه الفترة كما ارتعش بدني لمشهد اغتصاب زليخة،فرغم أن وصفه لم يكن فجـًا ولكن الطريقة والشخص وكل شيء يدفعك للتقزز من المغتصب.

كرهت "مصطفى" منذ وقعت عيناي على وصفه في الرواية،ولاحظت أن "بانو" الخالة التي تحب الخبز ربما اُشتق اسمها من كلمة "خبز" بالفرنسية pain أو ربما من فعل "البيان" بالعربية..فكلا التفسيرين منطقي.وهي شخصيتي المفضلة في الرواية رغم غرابتها كما أحببت شخصية آرام. وأُعجبت بقوة زليخة،كما تعاطفت مع حالة الجدة ما-الهيفاء –بالمناسبة،ما هذا الاسم الغريب؟!- .

لاحظت تشابهـًا كبيرًا بين معتقداتنا كمصريين والأتراك،فنحن أيضـًا حينما ينكسر كوب شاي نقول أن هذه "عين وصابتنا" وأنها الحمدلله جاءت في الكوب لا في أحدنا،كما كانت جدتي تـُهدي جارتها أحد صحون الطعام كانت الجارة تطبخ طعامـًا آخر وتـُعيده في الصحن حتى لا يعود فارغـًا وأتساءل مـَن نقل هذه العادات لمن؟! هل نحن المصريون نقلناها للأتراك أم العكس!؟

كما لم تتخلى إليف عن أسلوب القواعد فأعجبتني معظم قواعدها خاصة قواعد زليخة والكثير من مواد بيان العدمية لآسيا.

ورغم كل الحزن والألم في رواياتهن إلا أنهن اخترن ألا يعشن في الماضي أكثر من اللازم وأن ينطلقن للأمام للحاضر والمستقبل وهذا ما يثير دهشة آرمانوش العائشة دومـًا في الماضي المؤلم وربما تغيرها رحلتها إلى استانبول وتجعلها تتقبل الماضي كجزء ومضى وأن عليها أن تعيش قليلاً لأن الاستغراق في الماضي أكثر من اللازم يودي إلى الجنون.

 الحياة صـُدفة،وقد كانت حكايتهن صـُدفة جميلة لكن حزينة.

رواية جميلة وتستحق القراءة. وقد ظللت مترددة فترة ما بين الأربعة والخمسة نجوم،فهي أربعة ونصف في رأيي .

لقد استمتعت بالرحلة داخلها كثيرًا..

شكرًا إليف  : )

ملحوظة:قبل قراءتي لهذه الرواية حلمت برواية "كائن لا تحتمل خفته" لميلان كونديرا..دي علامة يا مارد...أتعتقدون أنني لو قرأت هذه الرواية سوف تخبرني شيئـًا مهمـًا؟!