بدايةً

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بجميع الزوار :)
قررت أن أفتح فرعـًا آخر من مدونتي الرئيسة قلم سارة مـُخصص فقط لمراجعاتي عن الكتب التي أقرأ؛حتى لا تضيع وسط الزحام وأستطيع العودة إليها في أي وقت.
كما سيـُساعد هذا الفرع مـَن يرغب في قراءة كتاب ما ولكنه متردد ويريد معرفة آراء آخرين بهذا الشأن.
أيضـًا أنني تعلمت من درس صديقتي العزيزة دينا نبيل حينما فقدت جميع مراجعاتها على موقع goodreads عندما حذفوا حسابها من عليه،فقررت الاحتياط لذلك بحفظ جميع ما كتبت من مراجعات بمرور الأيام.
أتمنى أن تتحملوا ثرثرتي الكثيرة عن الكتب هنا،
لأي استفسار أو تعليق..نوافذ المدونة مفتوحة لكم
دمتم بود،
تحياتي،،
سارة حسين

السبت، 20 سبتمبر 2014

مرتفعات ويذرنج -الكتاب الثالث


الكتاب الثالث:

يبدأ الكتاب الثالث و الأخير من هذه الرواية الطويلة ، بمشهد لوصف المرتفعات

و وصول (كاثرين ادجار) و مسز (دين) إليها ، و كيف وجدا حالة (لينتون) و كيف

وعدته (كاثرين) بأن تزوره مرة أخرى في القريب العاجل ، و كيف مرضت

(ايلين) بعد هذه الزيارة و رعتها (كاثرين) كل تلك المدة التي قضتها في مرضها ،

و كيف كانت (كاثرين) تتسلل إلى الخارج ليلاً ، لكي تزور ابن عمتها (لينتون)

في المرتفعات ، و اعترفت الفتاة إلى مسز (دين) ، فذهبت (نيللي دين) إلى

السيد (ادجار) و أخبرته بذلك ، فـقرر منع (كاثرين) من الذهاب إلى المرتفعات

ثم سمح لها بزيارة المرتفعات في الصيف معه ، و لكن أتى الصيف و السيد (ادجار) 

مايزال يعاني من المرض ، فذهبت (نيللي دين) معها بدلاً عنه ، و بحيلة خبيثة

من تدبير (هيثيكلف) و تنفيذ (لينتون) اُستدركت المرآتان إلى المرتفعات و حُبست المرأة

الطيبة بينما أُجبرت الصغيرة (كاثرين) على الزواج من ابن عمها (لينتون) ، 

و بعد عدة أيام ، تم الإفراج عن (نيللي دين) فأسرعت إلى (ثروشكروس جرانج)

بعدما علمت بأحوال السيد (ادجار) السيئة و قربه من الموت ،

و استطاعت (كاثرين) الهرب من المرتفعات ، لتذهب إلى الـ(جرانج) و ترى

أباها قبل أن يموت ، و مات السيد (ادجار) تاركًا ورائه أيام لا تحصى و لا تعد

من عذاب ابنته الصغيرة مع ابن عمها (لينتون) و قاطني المرتفعات ،

و كانت (نيللي دين) تقطن في الـ(جرانج) و لا تعرف عما يحدث في المرتفعات ،

إلا ما تخبره بها (زيللا) مدبرة المنزل هناك .

و قرر السيد (لوكوود) أن يترك الـ(جرانج) و يرحل إلى (لندن) ، فـذهب إلى

السيد (هيثيكلف) و أخبره بقراره و بأنه لا ينوي أن يؤجر الـ(جرانج) بعد أكتوبر

من ذلك العام ... عام 1801 .

و في سبتمبر 1802 ، كان السيد (لوكوود) في رحلته إلى أحد أصدقائه ، 

فقرر المرور بالـ(جرانج) لكي يُنهي الإتفاق مع السيد (هيثيكلف) بشأن الـ(جرانج)

التي كان عقدها منه سينتهي بعد شهر من ذلك التاريخ ، و التقى بـ(نيللي دين)

في المرتفعات ، و وجد أن (كاثرين) و (هيرتون) صارا صديقين عزيزين الآن..

و أخبرته (نيللي دين) بما حدث بعد رحيله و عن وفاة السيد (هيثكلف) و كيف

أصبح (كاثرين) و (هيرتون) صديقان ، و كيف يروي القرويين و (جوزيف)

عن شبح (هيثيكلف) المتجول بصحبة شبح " امرأة" !

و يكتفي مستر (لوكوود) من الحديث مع مسز (دين) و يغادر المرتفعات ، 

و بينما هو في طريقه إلى الـ(جرانج) مرة أخرى ، تحول إلى الكنيسة ،

و تجول حول القبور الثلاثة (ادجار،كاثرين،هيثيكلف) و فكر كيف يمكن لمن يرقدون

في هذه الأرض الهادئة أن يناموا نومة مضطربة قلقة !



أتمنى أن أكون قد لخصت الكتب الثلاثة بطريقة واضحة و مقبولة 


الرأي الشخصي
الكتاب الثالث :تجسيد المعاناة و الألم في كل دقيقة ... في كل لحظة ... في كل سطر ..
لقد بكيت في هذا الكتاب مرتين ، فالكتاب الثاني بكيت على (كاثرين) و هنا بكيت
على (ادجار) و (هيثيكلف) .. لقد أحببت أبطال الرواية بالفعل رغم عدم كمالهم ، لماذا؟!
لأنهم يشبهوننا ، كل شخص فيهم يحمل سمة من سماتنا .. الإنتقام .. الأنانية .. الرغبة في الحب .. الكراهية لشخص ما .. الرغبة في الاحتفاظ بشيء بعيد عن التلوث و الضياع .. مشاعر الأب و مشاعر المراهقين و مشاعر من يشاهدون الصورة من قريب و من بعيد !!
انهم نحن !! و لكن في زمان آخر و مكان آخر !
فـإذا بحثت في حياتك ، فـسترى ..

الرغبة في البقاء مع الحبيب و في نفس الوقت ضمان الحاضر و المستقبل ..
و الاثنان لا يمكن أن يتفقا .. إنها كاثرين الكبيرة !


أن تحب و تعشق و تُصدم في حبيبك مباشرةً فيدفعك ذلك إلى الرغبة في الانتقام يدفعها هذه الرغبة و التفرقة التي عانى منها منذ البداية .. إنه هيثيكلف !

أن تحب و ترغب في الاستقرار و تحاول الحفاظ على زوجتك حبيبتك و من ثم ابنتك الصغيرة الحبيبة .. إنه إدجار لينتون !

أن تعشق من تخدمه و تبذل ما في وسعك لتبقيه سعيدًا مهما يكن .. إنها نيللي دين !

أن تتدين تدينًا شديدًا ، يدفعك إلى أن تُكفر كل من يعارض أفكارك أو حتى مجرد رأي لك .. إنه جوزيف !

أن تكون مدللاً و أنانيًا و تعشق البكاء فقط لجذب الإنتباه .. إنه لينتون هيثيكلف !

أن تكوني إمرأة مدللة و اندفعتِ بطريقة الخطأ إلى حب الرجل الخاطيء ، فتُصدمين صدمة حياتكِ و لا تعيشينها أبدًا .. إنها ايزابيلا هيثيكلف !


أن تحب و تريد أن تكون بارزًا لمن تحب ، فيزدريك و يطلب منك الإبتعاد عنه ، و كلما حاولت التأنق من أجله صدك فأصبحت مشوشًا ثم تكرهه .. إنه هيرتون ايرنشو !

أن تكوني طفلة لطيفة مدللة و بريئة ثم تُستدرجين إلى لعبة خبيثة تقعين فيها فريسة لنصف حياتكِ و تتحولين من فتاة لطيفة إلى فتاة عنيفة .. إنها كاثرين الصغيرة!

الكثير و الكثير من الأمثلة ، ليست هذه فقط ، و لكن أكثر تجدها بين طيات الرواية
لتقف لحظات و تفكر ، من أنت من هؤلاء !؟
ثم تبكي لبكائهم و تفرح لفرحهم ، و تصيبك لوثة من الجنون أثناء القراءة لدرجة أنك عندما تصل إلى الصفحة الأخيرة ، تبدأ في فحص الصفحات جيدًا لتتأكد من أنك لم تنسى قراءة سطر ما و ترغب في إعادة القراءة من جديد !

الجانب الإنساني في هذه الرواية و خاصة هذا الكتاب ، رائع جدًا ،
استطاعت الكاتبة تصويره بصورة رائعة جعلتنا نشعر بما يحدث في قلوبنا و نتخيل سطور كتابتها شاشة تعرض أمامنا هذه المشاعر .

كما استطاعت تصوير كيف يتحكم المناخ في تغيير الانسان حتى لو كان لطيفًا لينًا و كيف عندما يجد الرقة و اللين يعود لطيفًا كما كان و كيف يتغير الجاهل البليد إلى انسان مثقف نبيل !
الإحساس بالطبيعة في هذه الرواية رائع جدًا ، و خاصةً في الكتاب الأخير ،
و هذا يدل على أن هذه الكاتبة تمتلك حسًا راقيًا جدًا - نتيجة نشأتها - و شاعرة رقيقة و بالطبع فهي لها قصائد شعر ، فهذه العاطفة الرومانسية بالطبيعة ، لا تكفي قصةً واحدة ، بل يجب أن تمتد إلى شخصية الكاتبة و إلى كل كتاباتها !


رواية رائعة ، إنني أريد قراءتها مرة أخرى لاحقًا ..

بعض الأشخاص ، لا يعترفون بالرواية الجيدة قبل قراءتها و أنا منهم ..


و بعد القراءة ، أقول أن هذه الرواية هي رواية تستحق الكثير و الكثير من وقتك

للقراءة و التأمل و التفكير .. فما تخفيه بين طياتها من معانٍ و حكايات ..
يعادل ضعف ما تحويه سطور الرواية من قصص و قصاصة بارعة تحكيها  !

تحيآآتي ،، 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق