بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
كيف حال الجميع ؟!
ان شاء الله بخير ،،
اليوم ،، أتيت و معي رائعة خالدة من أجمل الروائع التي يمكن أن تصادفوها و تقرأوها في حياتكم
حسنًا ،، نبدأ من البداية الأولى ..
تعرفت على هذه الرواية من جدي ، فقد كان دائمًا يحدثني عنها و يخبرني أن أبحث
عنها و أقرأها ، و لكنني كنت أنسى الاسم بسرعة ثم
أجلس أتذكر بعدها الاسم و
أقول: كان فيها شيء من ساحر أو خاتم ..
و في نهاية الأمر ، كتبت الاسم على هاتفي حتى لا أنساه مجددًا ، و بالمصادفة
البحتة ، و أنا في المكتبة أشتري بعض الكتب التي تتناول بعض الحقب التاريخية التي
أدرس عنها في المدرسة بشكل تفصيلي ، وقع نظري على الرواية ، و كانت في رف
علوي ، فأخذت أقفز محاولة الوصول إليها ،
ثم عندما تأكدت من قصر قامتي بالمقارنة بالرف العلوي ، طلبت من أمين المكتبة أن يصعد و يحضرها لي ، و للأسف وجدت
الجزئين الأول و الثاني فقط من الرواية بينما الجزء الثالث و الأخير قد نفذ ، فأخبرني
البائع بأنه سيبحث عنه من أجلى ، و كان الكتاب مكتوبًا بالنص الكامل ، و هو أمر أحبه جدًا ،، لذلك كنت متحمسة لبداية قراءتها
و لكن الدراسة لم تترك لي وقتًا كافيًا لقراءتها ، فاكتفيت بتصفحها تصفحًا سريعًا ، و
تركتها أمامي في المكتبة ، و أنا أحث نفسي على المذاكرة و انهاء العام الدراسي
سريعًا حتى يتسنى لي الوقت لفتح الرواية و قراءتها في الإجازة ، بل و الذهاب إلى
المكتبة مرة أخرى لإحضار الجزء الأخير ، و أثناء زياراتي المتكررة لـ(كارفور) وجدت
في ركن الكتب ، سلسلة الأدب العالمي الملخصة قد صدر منها عدد جديد
و أحضرت الكتاب الجديد ، و بالمصادفة ، وجدت فيه الرواية ملخصة ، و كم كانت
فرحتي عظيمة بهذا .
و بالأمس فقط ، فتحت الرواية لأقرأها ، و ترددت كثيرًا بين قراءة النص الكامل أم
قراءة الملخص أولاً ، و لكنني فضلت أن أبدأ بالنص الكامل مادام هناك وقت فراغ كافٍ
للقراءة و أيضًا لأنني أحب أن أقرأ بالتفاصيل المملة جدًا، فهذه هي متعة قراءة
الروايات الحقيقية
فالملخص يعطيك التفاصيل الأساسية و ربما يغفل عن بعض الشخصيات الغير رئيسية
أيضًا ، أما النص الكامل فيعطيك إيحاء بأنك تعيش اللحظة بكل تفاصيلها المملة و
الصغيرة و يمنحك شعورًا أفضل و مجالاً أخصب للخيال!
عن ماذا تتكلم القصة ؟!
هي قصة عن الحب و ليست قصة حب ، و فيها نتعرف على الحب فعلاً و كيف يكون ، و أن
الحب ليس ورديًا حالمًا كما تصوره قلوب العشاق ، و لا ينتهي دائمًا نهاية سعيدة كما
تصوره الأفلام و المسلسلات التلفزيونية ، و أن العشاق ليس من الضروي أن يتوج عشقهم
بالزواج و السعادة الأبدية ، بل أن الحياة تعاندهم كثيرًا و تقف في طريق أحلامهم ،
فيتخذون خطوات تضمن حياة كريمة لهم في حاضرهم و يحاولون نسيان الماضي و المستقبل
، فينقلب عليهم كليهما لنخرج في النهاية بعبرة مهمة ..
و عن ماذا تتدور القصة ؟!
تدور القصة في ضواحي إنجلترا ، بين عائلتين معروفتين في تلك الأنحاء ،
و تدور عدة صراعات بين أبطال القصة منذ ظهور الفتى اليتيم القذر (هيثيكليف) في الأنحاء
، و نرى كيف كانت الفتاة (كاثرين) ثم ماذا أصبحت بعد هروبها مع (هيثيكليف) إلى عائلة آل لينتون
، و كيف كان (هيثيكيليف) و ماذا أصبح و هل السحر و الشعوذة لهما علاقة بكل تلك الأمور التي
حدثت مع السيد (لوكوود) عندما أتى إلى الضاحية بعد أكثر من ثلاثة و عشرين عامًا من تلك
الحوادث ، و كيف يتحكم الثراء و اسم العائلة في حب حياتنا و كيف يؤثر على مصائرنا ؟!
و من يقرأ القصة ، سيشعر - رغم انها مكتوبة منذ 180 سنة تقريبًا - بأن أحداثها تتكرر كل يوم و
كل وقت ، حوله ، فالانسان واحد في كل زمان و مكان ، و مشاعره واحدة لا تتغير ، حتى لو تغير
شكله و جنسيته !
و ماذا يعني اسم (ويذرنج) ؟!
هو اسم الدار التي يقطنها السيد (هيثيكلف) و هو مصطلح اقليمي ذو دلالة خاصة في وصف جلبة
الرياح التي يتعرض لها موقع الدار في الأجواء العاصفة.
كاتبة القصة :
(30 يوليو 1818 -19 ديسمبر 1848)
هي الكاتبة الشابة (ايميلي برونتي) أخت (شارلوت برونتي)
مؤلفة الرواية الخالدة الأخرى (جين اير) و التي قرأتها ملخصة و
ربما أكتب عنها تقرير أيضًا عما قريب ، و قد تشابهت ظروف هذه العائلة كثيرًا جدًا ،
فقد ماتت (ايميلي) و (شارلوت) و اختهما الصغرى (آن) بنفس المرض و هو السل ،
و قد توفيت عنه ايملي في سن الثلاثين و رغم حداثة سنها عند وفتها ، إلا أن ما تركته وراءها كان
هو أجل الأثر على عبقرية كاتبة صغيرة السن ، عانت كثيرًا في طفولتها و صباها .
(( و اللوحة من رسم أخيها الصغير برانويل))
لتحميل القصة :
الكتاب الأول :
تُنقل القصة على لسان الراوي السيد (لوكوود) المستأجر الجديد لـ(ثروشكروس جرانج)
الذي يزور السيد (هيثيكلف) و يمضي معه بعض الوقت في الحديث ، ثم يبيت عنده في
ليلة عاصفة ، و يبدأ تعارفه على أهل الدار و يحلم بأشياء مرعبة تجبره على الفرار
بأسرع ما يمكن من المنزل ، ثم يعود إلى (ثروشكروس جرانج) و يطلب من الخادمة
العجوز (نيللي دين) أن تروي له قصة السيد (هيثيكليف) و (كاثرين) ، و من هنا ،،
تبدأ الحكاية
فنرى طفولة (كاثرين) و أخيها و كيف تبدل الحال بعد مقدم (هيثيكلف) و اقتحامه لحياتهما
و ينتهي الكتاب الأول بهذيان (كاثرين) مع الخادمة (نيللي دين) و سعي (هيثيكليف)
للنيل من (ادجار) و (هندلي) في نفس التوقيت ..
الرأي الشخصي
الكتاب الأول :
نرى منذ أن نبدأ بقراءة الرواية ، أن الطبع الانجليزي يغلب عليها من ناحية البرودة في الاستقبال للسيد (لوكوود) أو التقاليد المعتادة في ذلك الوقت ، و يغلف الرواية طابع تفصيلي ممل لكل الأحداث و الأماكن الهامة و الغير الهامة في الرواية ، فهي تشرح تارة مظهر المرتفعات و المنزل الكبير ، ثم تنتقل لتفاصيل الوجه و تخمين السيد (لوكوود) لأنفس الشخصيات ثم إلى مفترق الطرق في الناحية، و نرى كيف بدأت من النهاية الكبرى حتى تصل معنا في منتصف الرواية إلى البدايات الأولى .
و هذا يوحي بترابط و تسلسل أفكار الكاتبة ، فكإنما عاشت هذه التفاصيل بدقة شديدة حتى تستطيع التعبير عنها بهذا الشكل الممتع .
و يبدو أن نشأتها الدينية- حيث كان والدها قسًا - كان لها أجل الأثر في شخصيتها ، فشخصية (جوزيف) في القصة تبدو واقعية جدًا ، فهو رجل يتردد على الكنيسة باستمرار و يهتم بالصلاة و لا يكف عن إلقاء المواعظ على الآخرين، كما يتضح اهتمام الأب بتربية الأبناء تربية صالحة ، و يعهد بتربيتهم إلى صديقه القس.
أيضًا ، استطاعت الكاتبة العبقرية تجسيد الصراع النفسي منذ بدايات القصة ، فالسيد (لوكوود) يصارع فضوله خوفه تارة ، و السيد (هيثيكلف) يصارع هدوءه و ايمانه بالخرافات تارة ، و وصولاً لـ(كاثرين) التي تبدو تائهة طوال القصة ولا تستطيع أن تتخذ خطوة صحيحة ، فهي تحب (هيثيكلف) و في نفس الوقت تريد أن تتزوج (ادجار) و هنا ينشأ صراع نفسي قوي بين ما يريده العقل و يهواه القلب .
كما استطاعت (اميلي برونتي) تصوير نوبات الصرع و المرض التي كثيرًا ما آلمت بـ(كاثرين) الضالة و حالات الهياج التي تنتاب كل من في القصة ، لدرجة أنك تشعر انهم يعيشون معك كل يوم ، فمن الطبيعي أن تنقلب الأحداث كل يوم و كل ساعة .
كما أرى اعتماد الكاتبة بشكل كبير على ردود الفعل الغير متوقعة من جميع الشخصيات ، فأنت لا تستطيع أن تخمن ماذا سيقول هذا أو ماذا سيفعل هذا في السطر الثاني من القصة ، و بهذه الطريقة فهي تدفعك إلى تشديد الانتباه نحو النص ، لتعرف كيف ستجري الأحداث .
أتوقع أن الكتاب الثاني سيكون أكثر روعة من الكتاب الأول و فيه حنكة أكبر و أعتقد أن ما قالته (كاثرين) على (هيثكليف) انها ترفض أن تتزوجه لأنه ليس من عائلة عريقة و ليس لديه مال ، هو السبب الذي دفع (هيثيكلف) ليقوم بالابتعاد و كسب المال بل و أيضًا بمحاولته الزواج من (ايزابيلا) ليرث مالاً كثيرًا
حسنًا ، أنا في شوق لقراءة الكتاب الثاني و معرفة ما ستؤول إليه الأحداث
نرى منذ أن نبدأ بقراءة الرواية ، أن الطبع الانجليزي يغلب عليها من ناحية البرودة في الاستقبال للسيد (لوكوود) أو التقاليد المعتادة في ذلك الوقت ، و يغلف الرواية طابع تفصيلي ممل لكل الأحداث و الأماكن الهامة و الغير الهامة في الرواية ، فهي تشرح تارة مظهر المرتفعات و المنزل الكبير ، ثم تنتقل لتفاصيل الوجه و تخمين السيد (لوكوود) لأنفس الشخصيات ثم إلى مفترق الطرق في الناحية، و نرى كيف بدأت من النهاية الكبرى حتى تصل معنا في منتصف الرواية إلى البدايات الأولى .
و هذا يوحي بترابط و تسلسل أفكار الكاتبة ، فكإنما عاشت هذه التفاصيل بدقة شديدة حتى تستطيع التعبير عنها بهذا الشكل الممتع .
و يبدو أن نشأتها الدينية- حيث كان والدها قسًا - كان لها أجل الأثر في شخصيتها ، فشخصية (جوزيف) في القصة تبدو واقعية جدًا ، فهو رجل يتردد على الكنيسة باستمرار و يهتم بالصلاة و لا يكف عن إلقاء المواعظ على الآخرين، كما يتضح اهتمام الأب بتربية الأبناء تربية صالحة ، و يعهد بتربيتهم إلى صديقه القس.
أيضًا ، استطاعت الكاتبة العبقرية تجسيد الصراع النفسي منذ بدايات القصة ، فالسيد (لوكوود) يصارع فضوله خوفه تارة ، و السيد (هيثيكلف) يصارع هدوءه و ايمانه بالخرافات تارة ، و وصولاً لـ(كاثرين) التي تبدو تائهة طوال القصة ولا تستطيع أن تتخذ خطوة صحيحة ، فهي تحب (هيثيكلف) و في نفس الوقت تريد أن تتزوج (ادجار) و هنا ينشأ صراع نفسي قوي بين ما يريده العقل و يهواه القلب .
كما استطاعت (اميلي برونتي) تصوير نوبات الصرع و المرض التي كثيرًا ما آلمت بـ(كاثرين) الضالة و حالات الهياج التي تنتاب كل من في القصة ، لدرجة أنك تشعر انهم يعيشون معك كل يوم ، فمن الطبيعي أن تنقلب الأحداث كل يوم و كل ساعة .
كما أرى اعتماد الكاتبة بشكل كبير على ردود الفعل الغير متوقعة من جميع الشخصيات ، فأنت لا تستطيع أن تخمن ماذا سيقول هذا أو ماذا سيفعل هذا في السطر الثاني من القصة ، و بهذه الطريقة فهي تدفعك إلى تشديد الانتباه نحو النص ، لتعرف كيف ستجري الأحداث .
أتوقع أن الكتاب الثاني سيكون أكثر روعة من الكتاب الأول و فيه حنكة أكبر و أعتقد أن ما قالته (كاثرين) على (هيثكليف) انها ترفض أن تتزوجه لأنه ليس من عائلة عريقة و ليس لديه مال ، هو السبب الذي دفع (هيثيكلف) ليقوم بالابتعاد و كسب المال بل و أيضًا بمحاولته الزواج من (ايزابيلا) ليرث مالاً كثيرًا
حسنًا ، أنا في شوق لقراءة الكتاب الثاني و معرفة ما ستؤول إليه الأحداث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق