بدايةً

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بجميع الزوار :)
قررت أن أفتح فرعـًا آخر من مدونتي الرئيسة قلم سارة مـُخصص فقط لمراجعاتي عن الكتب التي أقرأ؛حتى لا تضيع وسط الزحام وأستطيع العودة إليها في أي وقت.
كما سيـُساعد هذا الفرع مـَن يرغب في قراءة كتاب ما ولكنه متردد ويريد معرفة آراء آخرين بهذا الشأن.
أيضـًا أنني تعلمت من درس صديقتي العزيزة دينا نبيل حينما فقدت جميع مراجعاتها على موقع goodreads عندما حذفوا حسابها من عليه،فقررت الاحتياط لذلك بحفظ جميع ما كتبت من مراجعات بمرور الأيام.
أتمنى أن تتحملوا ثرثرتي الكثيرة عن الكتب هنا،
لأي استفسار أو تعليق..نوافذ المدونة مفتوحة لكم
دمتم بود،
تحياتي،،
سارة حسين

السبت، 20 سبتمبر 2014

مرتفعات ويذرنج -الكتاب الأول


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
كيف حال الجميع ؟!
ان شاء الله بخير ،،
اليوم ،، أتيت و معي رائعة خالدة من أجمل الروائع التي يمكن أن تصادفوها و تقرأوها في حياتكم 
حسنًا ،، نبدأ من البداية الأولى ..
تعرفت على هذه الرواية من جدي ، فقد كان دائمًا يحدثني عنها و يخبرني أن أبحث
عنها و أقرأها ، و لكنني كنت أنسى الاسم بسرعة ثم
أجلس أتذكر بعدها الاسم و
أقول: كان فيها شيء من ساحر أو خاتم ..
و في نهاية الأمر ، كتبت الاسم على هاتفي حتى لا أنساه مجددًا ، و بالمصادفة
البحتة ، و أنا في المكتبة أشتري بعض الكتب التي تتناول بعض الحقب التاريخية التي
أدرس عنها في المدرسة بشكل تفصيلي ، وقع نظري على الرواية ، و كانت في رف
علوي ، فأخذت أقفز محاولة الوصول إليها ،
ثم عندما تأكدت من قصر قامتي بالمقارنة بالرف العلوي  ، طلبت من أمين المكتبة أن يصعد و يحضرها لي ، و للأسف وجدت
الجزئين الأول و الثاني فقط من الرواية بينما الجزء الثالث و الأخير قد نفذ ، فأخبرني
البائع بأنه سيبحث عنه من أجلى ، و كان الكتاب مكتوبًا بالنص الكامل ، و هو أمر أحبه جدًا ،، لذلك كنت متحمسة لبداية قراءتها 
و لكن الدراسة لم تترك لي وقتًا كافيًا لقراءتها ، فاكتفيت بتصفحها تصفحًا سريعًا ، و
تركتها أمامي في المكتبة ، و أنا أحث نفسي على المذاكرة و انهاء العام الدراسي
سريعًا حتى يتسنى لي الوقت لفتح الرواية و قراءتها في الإجازة ، بل و الذهاب إلى
المكتبة مرة أخرى لإحضار الجزء الأخير ، و أثناء زياراتي المتكررة لـ(كارفور) وجدت
في ركن الكتب ، سلسلة الأدب العالمي الملخصة قد صدر منها عدد جديد
و أحضرت الكتاب الجديد ، و بالمصادفة ، وجدت فيه الرواية ملخصة ، و كم كانت
فرحتي عظيمة بهذا .
و بالأمس فقط ، فتحت الرواية لأقرأها ، و ترددت كثيرًا بين قراءة النص الكامل أم
قراءة الملخص أولاً ، و لكنني فضلت أن أبدأ بالنص الكامل مادام هناك وقت فراغ كافٍ
للقراءة و أيضًا لأنني أحب أن أقرأ بالتفاصيل المملة جدًا، فهذه هي متعة قراءة
الروايات الحقيقية 
فالملخص يعطيك التفاصيل الأساسية و ربما يغفل عن بعض الشخصيات الغير رئيسية
أيضًا ، أما النص الكامل فيعطيك إيحاء بأنك تعيش اللحظة بكل تفاصيلها المملة و
الصغيرة و يمنحك شعورًا أفضل و مجالاً أخصب للخيال!
عن ماذا تتكلم القصة ؟!
هي قصة عن الحب و ليست قصة حب ، و فيها نتعرف على الحب فعلاً و كيف يكون ، و أن
الحب ليس ورديًا حالمًا كما تصوره قلوب العشاق ، و لا ينتهي دائمًا نهاية سعيدة كما
تصوره الأفلام و المسلسلات التلفزيونية ، و أن العشاق ليس من الضروي أن يتوج عشقهم
بالزواج و السعادة الأبدية ، بل أن الحياة تعاندهم كثيرًا و تقف في طريق أحلامهم ،
فيتخذون خطوات تضمن حياة كريمة لهم في حاضرهم و يحاولون نسيان الماضي و المستقبل
، فينقلب عليهم كليهما لنخرج في النهاية بعبرة مهمة ..
و عن ماذا تتدور القصة ؟!
تدور القصة في ضواحي إنجلترا ، بين عائلتين معروفتين في تلك الأنحاء ،
و تدور عدة صراعات بين أبطال القصة منذ ظهور الفتى اليتيم القذر (هيثيكليف) في الأنحاء
، و نرى كيف كانت الفتاة (كاثرين) ثم ماذا أصبحت بعد هروبها مع (هيثيكليف) إلى عائلة آل لينتون
، و كيف كان (هيثيكيليف) و ماذا أصبح و هل السحر و الشعوذة لهما علاقة بكل تلك الأمور التي
حدثت مع السيد (لوكوود) عندما أتى إلى الضاحية بعد أكثر من ثلاثة و عشرين عامًا من تلك
الحوادث ، و كيف يتحكم الثراء و اسم العائلة في حب حياتنا و كيف يؤثر على مصائرنا ؟!
و من يقرأ القصة ، سيشعر - رغم انها مكتوبة منذ 180 سنة تقريبًا - بأن أحداثها تتكرر كل يوم و
كل وقت ، حوله ، فالانسان واحد في كل زمان و مكان ، و مشاعره واحدة لا تتغير ، حتى لو تغير
شكله و جنسيته !
و ماذا يعني اسم (ويذرنج) ؟!
هو اسم الدار التي يقطنها السيد (هيثيكلف) و هو مصطلح اقليمي ذو دلالة خاصة في وصف جلبة
الرياح التي يتعرض لها موقع الدار في الأجواء العاصفة.
كاتبة القصة :
(30 يوليو 1818 -19 ديسمبر 1848)
هي الكاتبة الشابة (ايميلي برونتي) أخت (شارلوت برونتي)
مؤلفة الرواية الخالدة الأخرى (جين اير) و التي قرأتها ملخصة و
ربما أكتب عنها تقرير أيضًا عما قريب ، و قد تشابهت ظروف هذه العائلة كثيرًا جدًا ،
فقد ماتت (ايميلي) و (شارلوت) و اختهما الصغرى (آن) بنفس المرض و هو السل ،
و قد توفيت عنه ايملي في سن الثلاثين و رغم حداثة سنها عند وفتها ، إلا أن ما تركته وراءها كان
هو أجل الأثر على عبقرية كاتبة صغيرة السن ، عانت كثيرًا في طفولتها و صباها .
(( و اللوحة من رسم أخيها الصغير برانويل))
لتحميل القصة :




الكتاب الأول :
تُنقل القصة على لسان الراوي السيد (لوكوود) المستأجر الجديد لـ(ثروشكروس جرانج)
الذي يزور السيد (هيثيكلف) و يمضي معه بعض الوقت في الحديث ، ثم يبيت عنده في
ليلة عاصفة ، و يبدأ تعارفه على أهل الدار و يحلم بأشياء مرعبة تجبره على الفرار
بأسرع ما يمكن من المنزل ، ثم يعود إلى (ثروشكروس جرانج) و يطلب من الخادمة
العجوز (نيللي دين) أن تروي له قصة السيد (هيثيكليف) و (كاثرين) ، و من هنا ،،
تبدأ الحكاية 
فنرى طفولة (كاثرين) و أخيها و كيف تبدل الحال بعد مقدم (هيثيكلف) و اقتحامه لحياتهما
و ينتهي الكتاب الأول بهذيان (كاثرين) مع الخادمة (نيللي دين) و سعي (هيثيكليف)
للنيل من (ادجار) و (هندلي) في نفس التوقيت ..

الرأي الشخصي
الكتاب الأول :

نرى منذ أن نبدأ بقراءة الرواية ، أن الطبع الانجليزي يغلب عليها من ناحية البرودة في الاستقبال للسيد (لوكوود) أو التقاليد المعتادة في ذلك الوقت ، و يغلف الرواية طابع تفصيلي ممل لكل الأحداث و الأماكن الهامة و الغير الهامة في الرواية ، فهي تشرح تارة مظهر المرتفعات و المنزل الكبير ، ثم تنتقل لتفاصيل الوجه و تخمين السيد (لوكوود) لأنفس الشخصيات ثم إلى مفترق الطرق في الناحية، و نرى كيف بدأت من النهاية الكبرى حتى تصل معنا في منتصف الرواية إلى البدايات الأولى .

و هذا يوحي بترابط و تسلسل أفكار الكاتبة ، فكإنما عاشت هذه التفاصيل بدقة شديدة حتى تستطيع التعبير عنها بهذا الشكل الممتع .

و يبدو أن نشأتها الدينية- حيث كان والدها قسًا - كان لها أجل الأثر في شخصيتها ، فشخصية (جوزيف) في القصة تبدو واقعية جدًا ، فهو رجل يتردد على الكنيسة باستمرار و يهتم بالصلاة و لا يكف عن إلقاء المواعظ على الآخرين، كما يتضح اهتمام الأب بتربية الأبناء تربية صالحة ، و يعهد بتربيتهم إلى صديقه القس.

أيضًا ، استطاعت الكاتبة العبقرية تجسيد الصراع النفسي منذ بدايات القصة ، فالسيد (لوكوود) يصارع فضوله خوفه تارة ، و السيد (هيثيكلف) يصارع هدوءه و ايمانه بالخرافات تارة ، و وصولاً لـ(كاثرين) التي تبدو تائهة طوال القصة ولا تستطيع أن تتخذ خطوة صحيحة ، فهي تحب (هيثيكلف) و في نفس الوقت تريد أن تتزوج (ادجار) و هنا ينشأ صراع نفسي قوي بين ما يريده العقل و يهواه القلب .

كما استطاعت (اميلي برونتي) تصوير نوبات الصرع و المرض التي كثيرًا ما آلمت بـ(كاثرين) الضالة و حالات الهياج التي تنتاب كل من في القصة ، لدرجة أنك تشعر انهم يعيشون معك كل يوم ، فمن الطبيعي أن تنقلب الأحداث كل يوم و كل ساعة .

كما أرى اعتماد الكاتبة بشكل كبير على ردود الفعل الغير متوقعة من جميع الشخصيات ، فأنت لا تستطيع أن تخمن ماذا سيقول هذا أو ماذا سيفعل هذا في السطر الثاني من القصة ، و بهذه الطريقة فهي تدفعك إلى تشديد الانتباه نحو النص ، لتعرف كيف ستجري الأحداث .
أتوقع أن الكتاب الثاني سيكون أكثر روعة من الكتاب الأول و فيه حنكة أكبر و أعتقد أن ما قالته (كاثرين) على (هيثكليف) انها ترفض أن تتزوجه لأنه ليس من عائلة عريقة و ليس لديه مال ، هو السبب الذي دفع (هيثيكلف) ليقوم بالابتعاد و كسب المال بل و أيضًا بمحاولته الزواج من (ايزابيلا) ليرث مالاً كثيرًا


حسنًا ، أنا في شوق لقراءة الكتاب الثاني و معرفة ما ستؤول إليه الأحداث



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق